نص قديم من كتاباتي .. تذكرته فوراً حينما شاهدت الأخبار قبل قليل
لكم الله يا أحبتنا في فلسطين
---
صرخات تتعالى في أنحـــاء ذلكـ المكان ,,,,
لم أعلم ماذا حدث ؟
فجأة وجدت نفسي بينهم
زاد خفقان قلبي حينما أحسست بدنوهم نحوي
,, أشكالهم مخيفة ,,
حاولت التراجع دون جدوى .... هرعت نحو ذلك البناء الشاهق ,,
توجهت للمصعــد وجدت فيه طفلة تبكي بشده
دنوت منها
حاولت تهدئتها كانت تمتم بكلمات غير مفهومـــة .... حاولت أن أعرف ما يؤلمها ...
صمتت قليلاً
ثم صرخت في وجهي : أمــــــــــــي ... أمــــــــــي .. لقد ذهبت أمام عيني
في هذه الإثناء كنا قد وصلنا للطابق الخامس
كنا نبحث عن أي أحد يمكنه انقاذنا من هذا المأزق
ضممتها لصدري ... حاولت أن أفهم منها تفاصيل ما حدث
فقالت : لقد اقتحم الجنود منزلنا
وسحبوني .... حاولت أمـــي أن تبعدني منهم ,, تشبثت بي فركلها الجندي ....
كان يهزأ بنا
لا يوجد رجـــل بيننا ينقذني مع أمـــي
والدي توفي العام الماضي وأخي لم يعد من المدرسة بــعد ,,
وحينما زادت مقاومة أمـــي
اخرج سكينا من جيبه وغرسه في قلبها الطاهر ,,,
سقطت أمـــي أمام ناظري
جثوت على ركبتي أتلمس أمي وقد غرقت في بحر دمائها ,,,
اقترب الجندي مني وشد شعري وضحك بسخرية قائلاً :
مصيركـ سيكون مثل أمـــكـ أيتها الحشرة !!
...
تنهدت وأنــا أحس بأنني بحلــم
ما الذي يحدث !!
أين منزلنا ؟؟ أين أهلي ؟؟
زادت حدة تفكيري ....
اهـــــــــا !! لقد لاحظت شيئاً في هذا المكان هناك أعلام كثيرة لدولة فلسطين الحبيبة
لكــــــن
ما الذي أتى بي إلى هنــــــا !!!!!!!!
قطع تفكيري صوتها الطفولي : وأنتي أين منزلكـ ؟؟ أين تقيمين ؟
صمت وأنا لا أدري ماذا أرد عليها
بالطبع ستظنني مجنونة لو أخبرها بمكان بيتي , هذا إذا كانت تعرف شي اسمه الريـــــــاض
---
مشينا قليلاً في المبنى
كانت أحدى الغرف محترقة والأخرى مغلقه كل ما كان يرحني هو أن المكان هادئ فحسب
لم يهمني شي أكثر من ذلك
أتممنا المسير وكانت هناك نافذة صغيرة أطللنا منها ,, شاهدت ما لم يكن بالحسبان
كانت الجثث في كل مكان
أدركنا أن الجنود قد ذهبوا أخيراً ,,
لكن أين بقية الناس ؟؟!
نزلنا بشكل سريع ,, لم أكن أود أن أسير بين الجثث خوفاً على الطفلة
فابتسمت بألم وقالت : لا عليكِ فقد تعودت على ذلكـ
--
بدأ سكان المدينة بحمل الجثث لدفنها والكل يأمل أن لا يكون أحد من أقربائه من بينهم
كانت تحملق فيهم الطفلة بكل حرقة ..
حاولت أن أغير مجرى تفكيرها
سألتها بعفوية : نسيت أن اسألكـ يا حلوة ما اسمكِ ؟
فابتسمت وقالت : سوسن
و أكملنا مسرينا دون أي هدف فقدماي تسير رغم عني في محاولة منها للخروج من هذا المكان,
فجأة !!
استوقفنا صوت صرااااخ من بعيد
ســـــــــــــــــــــــــــوســــــــــــن
ألتفتت الطفلة واتجهت نحو الصوت وهي تبكي وتقول : مهـــند أين كنت يا أخي ؟
اختلطت دموعها بدموع أخيها
ثم حدثته سوسن عن ما حدث ,, فانتفض بكل قوة وقال : الويـــــــل لهم !!
إلا يكفي أنهم حرموني من والدي !!!!!
ثم نظر إلي باستغراب ؟
فقالت سوسن : اهااا نسيت أن أخبركـ أنها ....؟؟
هههه لقد نسيت أن اسألك عن اسمك ؟
فابتسمت وقلت : لن تصدقوا ما سأقوله لكم
تجمع الأخوان حولي وجلسوا
وقالت : هـيا لقد تعبت من الحديث عن حياتي ؟ وانا كلي شوق لمعرفة قصتك
زاد صمتي وحيرتي ,,
في كل الأحداث الماضية كنت أظن أنني أحلم ,, كيف لي أن أكون هنا ؟؟؟
أنا بالأمس كنت بين أهلي
آآآآآه يكاد رأسي ينفجر
قطع تفكيري صوت أحد من بعيد
هـاجــر ,,
هــــــــــاجر
زاد الصوت قرباً مني اختفت معالم مهند وسوسن وأصبحت بظلام دامس
لم يفقني من ظلامي سوى
يد أمي الحانية توقظني
جلست على سريري وأنا أنظر لغرفتي وكأنني للمرة الأولى التي أشاهدها
أتأمل كل قطعة بها ,,
نظرت لي أمي باستغراب وقالت : مابك ؟؟؟؟
نهضت من فراشي وتوجهت للمرأة وأنا أشاهد أمي من خلالها وقلت
لم حرمتيني منهم
مهند – سوسن – فلسطيــــــــن
كانت أمتع لحظات عمري رغم أن الجو كان مخيف
أمي
لقد لامست ثرى القدس
لقد تحقق حلمي بمشاهدة أرض الإسراء والمعراج
توجهت نحوها وقبلت رأسها ويديها
** وهي في دهشة تــــــــــــــامــة **
لم أتوقف عن التأمل بها حتى سمعت صوت والدي يخبرني عن تأخري عن الذهاب للدوام
ابتسمت وقلت لها كلمتي المعهودة
لا تنسيني من صالح دعائك
خرجت من المنزل وأنا كلي أمل أن يأتي اليوم الذي أرى فيه سوسن
هناك 4 تعليقات:
رائعه
تمس القلب بقوه
ابدعتي :)
لااا مست شغااف قلبي
نبضاات حرووف صاادقة ق1
كلماآت عشت معها بجميع حواسي
و تخيلت كل جمله كتبتيها
شي مؤلم =/
الله ينصرهم
/
و أسلوب راآئع
ما شاء الله
موفقه
أبحرت هنا - وأنا متعب لأنه عن طريق الجوال- غير أني استمتعت كثيرا كثيرا ..
نبضات حرفك توازي جمال لقطاتك ..
لي عودة بإذن الله~
تحيتي~
فارس
إرسال تعليق